قالت بتلر إن "وسائل الإعلام المعاصرة، في معظمها، لا تفصّل الفظائع التي عاشها الشعب الفلسطيني لعقود من الزمن " Article informatio...
قالت بتلر إن "وسائل الإعلام
المعاصرة، في معظمها، لا تفصّل الفظائع التي عاشها الشعب الفلسطيني لعقود من الزمن"
Article
information
Author, جوي سليم
Role, بي بي سي نيوز
Reporting from بيروت
5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
منذ بدء هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين
الأول الماضي، أدلى العديد من الفلاسفة بآرائهم حول هذا الأمر، ثم حول الحرب في غزة.
نلقي الضوء هنا على آراء أربعة فلاسفة معاصرين، هم الفيلسوفة
الأمريكية جوديث بتلر، والفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك، والفيلسوف الإيطالي جورجيو
أغامبين، والجنوب أفريقي ديفيد بيناتار.
بتلر: أهمية السياق
قالت الفيلسوفة الأمريكية جوديث بتلر إنه يجب أن نأخذ
تعبير "إبادة جماعية" على محمل الجد لأنه
يصف ما يحدث بالفعل، فالهجمات لا تستهدف المقاتلين فقط، وإنما تستهدف أيضا السكان والمدنيين
في غزة، وهم يتعرضون للقصف والتهجير.
وتُعد بتلر واحدة من عشرات الكتاب والفنانين اليهود الأمريكيين
الذين وقّعوا رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعون فيها إلى وقف فوري لإطلاق
النار في غزة، وهي أيضاً عضوة في المجلس الاستشاري لمنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام.
وأشارت بتلر في مقابلةٍ أجرتها قبل أيام مع منصة "ديموكراسي
ناو"، إلى وجود "خطط توضع من أجل نقلهم (سكان غزة) من منازلهم ومسح غزة بأكملها".
وأوضحت أن "هناك جماعات قانونية مثل مركز الحقوق الدستورية
الذي نشر دراسة من 40 صفحة يشير فيها إلى الأسباب التي تؤكد صحة وصف ما يحدث للفلسطينيين
الآن بالإبادة الجماعية".
وأضافت أن "مراكز أخرى تدرس القانون تُظهر أن الإبادة الجماعية
لا تبدو دائماً مثل تلك التي قام بها النظام النازي، بل يمكنها أن تكون أيضاً تهديداً
منهجياً للحياة والصحة والقدرة على الاستمرار". وكانت بتلر نشرت مقالاً
في 13 أكتوبر/ تشرين الأول في "لوس أنجلس ريفيو بوكس"، تحدثت فيه عن أهمية
وضع سياق تاريخي للأحداث الأخيرة، قاصدةً بذلك هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين
الأول.
وقالت مؤلفة كتاب "قوة اللاعنف" إنه "لفهم كيفية
وقوع حدث ما، أو ما هو معناه، يتعين علينا أن نتعلم من التاريخ. هذا يعني أنه يتعين
علينا توسيع رؤيتنا إلى ما وراء اللحظة الحالية المروعة، من دون إنكار رعبها، في نفس
الوقت الذي نرفض فيه السماح لهذا الرعب أن يختزل كل الرعب الموجود".
وأضافت بتلر أن "وسائل الإعلام المعاصرة، في معظمها، لا
تفصّل الفظائع التي عاشها الشعب الفلسطيني لعقود من الزمن في شكل تفجيرات وهجمات تعسفية
واعتقالات وقتل".
واعتبرت أنه "إذا كانت أهوال الأيام الأخيرة تكتسب أهمية
أخلاقية أكبر لوسائل الإعلام من أهوال السنوات السبعين الماضية، فإن الرد الأخلاقي
في الوقت الحالي يهدد بحجب فهم الظلم الجذري الذي تحملته فلسطين المحتلة والفلسطينيون
المهجّرون قسراً - فضلاً عن الكارثة الإنسانية والخسائر في الأرواح التي تحدث في هذه
اللحظة في غزة" بحسب تعبيرها.
وأشارت في هذا السياق إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف
غالانت وقوله إن إسرائيل تقاتل "حيوانات بشرية"، قائلةً "إذا كان الفلسطينيون
حيوانات، كما يصر وزير الدفاع الإسرائيلي، وإذا كان الإسرائيليون يمثلون الآن الشعب
اليهودي كما يصرّ بايدن (اختزال الشتات اليهودي في إسرائيل، كما يطالب الرجعيون)، فإن
الأشخاص الوحيدين الذين يظلمون في المشهد، والأشخاص الوحيدين الذين يقدمون على أنهم
مستحقون للحزن، هم الإسرائيليون، لأن مشهد الحرب يتم إظهاره الآن كأنه بين الشعب اليهودي
وبين الحيوانات التي تسعى إلى قتلهم".
وقالت إن "هذه بالتأكيد ليست المرة الأولى التي يتم فيها
تصوير مجموعة من الأشخاص الذين يسعون للتحرر من الأغلال الاستعمارية كحيوانات من قبل
المستعمر".
وتساءلت: "هل الإسرائيليون حيوانات عندما يقتلون؟"،
قائلةً "هذا التأطير العنصري للعنف المعاصر يلخّص التعارض الاستعماري بكونه بين
المتحضرين والحيوانات التي يجب هزيمتها أو تدميرها للحفاظ على الحضارة".
وقالت: "إذا اعتمدنا هذا الإطار في سياق إعلان معارضتنا
الأخلاقية، نجد أنفسنا متورطين في شكل من أشكال العنصرية الذي يمتد إلى ما هو أبعد
من الكلام إلى بنية الحياة اليومية في فلسطين".
وتُعدّ بتلر واحدة من أهم الفلاسفة المعاصرين المنخرطين في القضايا
العالمية الراهنة، خصوصاً لدورها التأسيسي في دراسات الفكر النسوي وإسهاماتها في الفلسفة
الأخلاقية وفلسفة ما بعد البنيوية عموماً.














التعليقات