جيجك غادر المنصة في معرض فرانكفورت وسط صيحات الاستهجان المسموعة من الجمهور في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحدث الفيلسوف السلوفيني سلافوي ج...
جيجك غادر المنصة في معرض فرانكفورت وسط صيحات الاستهجان المسموعة
من الجمهور
في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحدث الفيلسوف السلوفيني سلافوي
جيجك في حفل افتتاح الدورة الخامسة والسبعين من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
واستغرب جيجك في كلمته، التي شهدت مضايقات في بعض الأحيان من
الحضور، أنه "في اللحظة التي يذكر فيها المرء الحاجة إلى تحليل الخلفية المعقدة
للوضع، فإنه يُتهم، كقاعدة عامة، بدعم أو تبرير إرهاب حماس".
ومنذ بدء هجوم "طوفان الأقصى"، شبه الفيلسوف السلوفيني،
المعروف كواحد من أشهر المفكّرين المعاصرين الأحياء وأكثرهم تأثيراً، حركة حماس باليمين
الإسرائيلي الحاكم في الوقت الراهن.
وخلال الخطاب في فرانكفورت، أدان جيجك التصريح الذي أدلى به
رئيس حركة حماس إسماعيل هنية بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والذي ترجمه على
النحو التالي: "لدينا شيء واحد فقط نقوله لكم: اخرجوا من أرضنا. ابتعدوا عن أنظارنا.
هذه الأرض لنا. القدس لنا. كل شيء هنا لنا. لا يوجد مكان أو أمان لكم".
وقارن جيجك هذا الاقتباس بما وصفه بأنه "أول المبادئ الرسمية
للحكومة الإسرائيلية الحالية"، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي يقول:
"للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للتصرف في جميع أجزاء أرض إسرائيل. ستعمل الحكومة
على تعزيز وتطوير الاستيطان في جميع أجزاء أرض إسرائيل: في الجليل والنقب والجولان
ويهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وقال إن مثل هذا التغافل يقلل من الفرق بين التهديدات التي أطلقتها
حماس، والأجندة الواسعة للحكومة الائتلافية، والتي وصفها جيجك بأنها "متشابهة
ولكن [معلنة] بطريقة أكثر تحضراً".
وأثارت المقارنة التي أجراها جيجك بين حماس والحكومة الإسرائيلية
مضايقات متكررة من الحاضرين في الحفل.
واختتم خطابه بمخاطبة أحد المعترضين مباشرة، قائلاً: "أنت
تقول إنني أقارن ما لا يمكن مقارنته. لا، أعتقد أننا يجب أن نقارن بينهما".
ثم غادر المنصة وسط صيحات الاستهجان المسموعة من الجمهور.
قبل هذه الكلمة، نشر جيجك، الذي عُرف باهتمامه بموضوعات عدة
مثل الأيديولوجيا وتجلياتها في الحياة العامة والثقافة الجماهيرية، مقالاً يوم 13 أكتوبر/تشرين
الأول بعنوان "الخط الفاصل الحقيقي بين إسرائيل وفلسطين".
وقال فيه إنه "بينما ينبغي إدانة أعمال حماس الإرهابية
الشائنة من دون قيد أو شرط، يجب على المرء ألا يخلط بين ما هو موضع المشكلة الحقيقية
في الأرض المقدسة".
واعتبر أن "الخيار ليس فصيلاً متشدداً أو آخر؛ بل هو بين
الأصوليين من كلا الجانبين وجميع أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بإمكانية التعايش السلمي".
وأضاف أنه "مع ذلك، فإن الوضع يتطلب سياقاً تاريخياً -
ليس كأي نوع من التبرير، ولكن من أجل الوضوح بشأن الطريق إلى الأمام".
وفي هذا الإطار، اعتبر جيجك أن إسرائيل "تتحول في ظل حكومة
نتنياهو الحالية إلى دولة ثيوقراطية، بعد فترة طويلة من التباهي بمكانتها باعتبارها
الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن قائمة "المبادئ الأساسية" للحكومة الحالية
تنص على أن: "للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للتصرف في جميع أجزاء أرض إسرائيل.
ستعمل الحكومة على تعزيز وتطوير الاستيطان في جميع أجزاء أرض إسرائيل - في الجليل والنقب
والجولان ويهودا والسامرة".
واعتبر أنه "من السخف لوم الفلسطينيين لرفضهم التفاوض مع
إسرائيل، في مواجهة هذه الالتزامات".
وقال إن البرنامج الرسمي للحكومة الإسرائيلية الحالية يزيل المفاوضات
من على الطاولة.
وأضاف أنه "ليس من الصعب أن نرى أن كلا من الجانبين، حماس
والحكومة القومية المتطرفة في إسرائيل، يعارضان أي خيار للسلام".
وقال: "حماس والمتشددون الإسرائيليون وجهان لعملة واحدة".
واختتم حديثه قائلاً "ينبغي لنا، أن ندعم من دون قيد أو
شرط حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإرهابية. لكن يجب علينا أيضاً أن نتعاطف
من دون قيد أو شرط مع الظروف البائسة حقاً التي يواجهها الفلسطينيون في غزة والأراضي
المحتلة. أولئك الذين يعتقدون أن هناك تناقضاً في هذا الموقف هم الذين يعرقلون الحل
بشكل فعال".














التعليقات